^ دار الأوبرا في فيينا

دار الأوبرا في فيينا ، "البيت الأول على الحلبة" ، هي واحدة من أشهر دور الأوبرا في العالم.

اختر لغتك

🇩🇪 | 🇬🇧 | 🇮🇹 | 🇨🇳 | 🇷🇺 | 🇦🇪

دار الأوبرا في فيينا

0:00

Audioguide - Press Play

This content cannot be displayed because cookies are disabled.

Change settings here.

أوبرا فيينا

تقع دار أوبرا فيينا على شارع فيينا الأشهر "رينغ شتراسى" والذي يسمى اختصاراً "رينغ"حيث يشبه الحلقة. فهناك حيث يدور الآن ال"رينغ" البديع حول الحي الأول كانت أسوار المدينة العتيقة لفيينا حتى منتصف القرن التاسع عشر. في ذلك الحين شهدت فيينا الفتية نمواً سريعاً جعلها تضيق بسكانها مما نحى بالإمبراطور فرانس جوزيف بأن يصدر مرسوماً في ديسمبر عام ١٨٥٧ إلى وزير داخليته بإزالة تلك الأسوار مما أتاح لاحقاً للطبقة الأرستقراطية والطبقة الثرية البناء على الشارع الذي نشأ مكان تلك الأسوار وذلك بتكليف مهندسيهم بإقامة قصورهم ودورهم الفخمة على امتداده. وكذلك تم تشييد المباني العامة مثل البرلمان ومبنى البلدية والمسرح المسمى بال"بورغ تياتر" أو ما يقابل المسرح القومي وجامعة فيينا والمتحف المعروف باسم "كُونست هيستوريشيس" أو مايقابل متحف الفنون التاريخية و كذلك المتحف المعروف باسم "الناتور هيسسوريشيس" أو مايقابل متحف الطبيعة التاريخية إلى آخره إلى آخره. بالمناسبة يمكنكم إذا استقللتم الترام المعروف باسم "فيينا رينغ ترام" أن تستمتعوا في رحلة مريحة برؤية تلك الروائع المعمارية.

وتعد دار أوبرا فيينا إحدى تلك الروائع المعمارية الواقعة على شارع "الرينغ" وقد بنيت هذه الأوبرا على طراز عصر النهضة الجديد فقد قام المعماري أوغست سيكارد فون سيكارد بورغ بتخطيط مبناها الضخم وعاونه المعماري إدوارد فان دير نول في تصاميم الديكورات الداخلية. في مايو من عام ١٨٦٣ وُضعَ حجر الأساس وتم الانتهاء من البناء في مايو عام ١٨٦٩. وقد افتتحت الأوبرا بحضور الإمبراطور فرانس جوزيف وزوجته الإمبراطورة إليزابيث وتم تقديم أوبرا "دون جوڤاني من تأليف " ڤولفغانغ آماديوس موتسارت كأول عمل "بريميير" يؤدى بالأوبرا. وقد ساهم مديروا الأوبرا من أمثال "فرانس فون دينغل شتيدت" بمقاييسهم الفنية العالية في التحفيز على الجودة والإتقان ثم لا يفوتنا أن نشيد بما قدمه "غوستاف مالَر" كمدير للأوبرا فيما بين عامي ١٨٩٧ و ١٩٠٧ وذلك من خلال قيامه بتحديث جوهري سواء للحفلات أو الإخراج.

ومع استيلاء النازيين على السلطة مرت دار الأوبرا بأوقات مأساوية ففي عام ١٩٣٨ بدأ اضطهاد أعضاء كثيرين من دار الأوبرا وطردهم وقتلهم بالإضافة لحجب سلسلة طويلة من الأعمال الفنية. وفي يوم الثاني عشر من مارس من عام ١٩٤٥ منيت الأوبرا كصرح ثقافي بنهاية مفاجئة حيث تعرضت لغارة جوية أدت إلى تدمير قاعة الجمهور وخشبة المسرح بكواليسها.

وفي أثناء و بعد الحرب العالمية كانت الأوبرا كفرقة موسيقية تقدم عروضها على مسارح بديلة كالمسرح المعروف باسم "فولكس أوبر" أو أوبرا الشعب وكذلك على مسرح "تياتر أن دير ڤِينْ" وذلك تزامناً مع بدء إعادة بناء دار الأوبرا وهو ماقد تحقق وعادت الأوبرا أخيراً إلى الحياة بتقديم أول عروضها يوم الخامس من نوفمبر من عام ١٩٥٥ مبتدأةً بأوبرا "فيديليو" لبيتهوفن تحت قيادة المايسترو "كارل بوهم" وكان قد تم إعادة تصميم قاعة الجمهور وتحديث تقنيات الإخراج المسرحي.

عندما يخطر على بال المرء اسم أوبرا فيينا فإن مايتبادر لذهن المرء ليست فقط حفلات الأوبرا و الباليه البديعة وإنما كذلك وفي المقام الأول تلك الحفلة التي تأخذ بألباب الجميع، الحفلة المسماة ب "فيينا أوبرا بول" أو الحفل الراقص والذي يبدأ مع بدايات الليل وحتى نسمات ماقبيل الفجر وهي حفلة تقام مساء آخر خميس في فترة ما يسمى بالفاشينغ وهي تُنقل تليفزيونياً بشكل مباشر إلى الكثير من دول العالم. ويعود حفل الأوبرا الراقص الشهير كتقليد إلى بدايات القرن التاسع عشر حيث أقيمت حفلات مشابهة إبان مؤتمر فيينا في القاعات المسماة بال"رودوتين زيله " بقصر الهوفبورغ أو في مسرح "أن ديرڤِينْ". وعندما افتتحت دار الأوبرا الجديدة عام ١٨٦٩ لم يسمح الإمبراطور بإقامة هذا الحفل بها غير أنه سمح لاحقاً عام ١٨٧٧ بإقامة حفل سوارييه لم يكن مقرراً له أن يكون راقصاً غير أن الحاضرون لم يستطيعوا أن يقاوموا سحر الموسيقى حتى النهاية فمع انتصاف الليل تحول الحفل إلى حفل راقص بمعنى الكلمة وذلك كما ورد بإحدى الصحف في اليوم التالي. وقد اطلق تعبير "ڤِينَر بال" أي حفل الأوبرا الراقص لأول مرة في يناير عام ١٩٣٥ ويتم منذ التاسع من فبراير من عام ١٩٥٦ تزيين قاعة الجمهور والجزء الخاص بالمسرح وتجهيزاته بالزهور والديكورات البديعة خصيصًا لذلك الحفل الراقص.

هذا ويقترن اسم أوبرا فيينا بالإخراج المتقن والعروض الرائعة وبالأسماء اللامعة لمغنيات ومغنيي الأوبرا وكذلك قائدي الأوركسترات الشهيرين إضافة لتقديم الأوبرا أكبر برنامج موسمي ثري في تنوعه في العالم وهو ما اصطلح على تسميته بالريبيرتوار. كذلك أضاف بعض من أشهر الأسماء إلى اسم وسمعة دار أوبرا فيينا حتى أن بعضهم أتى إليها خصيصًا لتقديم أعمالهم بأنفسهم مثل "ڤيردي"و "ڤاجنر". نجد من بين الأسماء التي أمتعت جمهور أوبرا فيينا "ماريا كالاس"، "أغْنس بالتسا"، "أنٓا نِتربكو"، "بلاسيدو دومينغو"، "لوتشانو باڤاروتي"، "خوزي كاريراس" أو "يوناس كاوف مان". ثم تأتي سلسلة ذهبية لكوكبة من أفضل قائدي الأوركسترا حفزت أوركسترا أوبرا الدولة لتقديم أرقى المستويات من أمثال "إغور ستراڤينسكيي"، "هربرت فون كٓرايان"، "ليونارد برنستاين"، "كلاوديو أبادو"، "نيكولاوس هارنانكور"، "ريكاردو موتي" و "زوبين ميتا".

هذا ولازالت أوبرا فيينا حتى يومنا هذا واحدة من أكثر دور الأوبرا في العالم والتي تشهد طلباً متزايداً للأداء بها من قبل فناني الأوبرا والباليه، كذلك يتهافت الشباب للأداء بالأوبرا مثل "الما دويتشر"، المؤلفة الإنجليزية الشابة وعازفة البيانو والكمان. لقد تم عرض عملها الأوبرالي "سندريللا" بقيادة المايسترو "زوبين ميتا" هنا في عام ٢٠١٦.

وتقدم دار الأوابرالفييناوية سنوياً من خلال الأوركسترا الخاص بها والكورال ما يربو على ٣٦٠ عرضًا أوبرالياً وباليه وحفلات موسيقية وأمسيات غنائية في مبناها الرئيس ومبانيها الفرعية والتي نرشح لكم حضور إحداها على الأقل أثناء زيارتكم لفيينا وختاماً اسمحوا لي أن أفشي لكم سراً: إذا أردتم الحصول على أفضل مقعدين للسماع والمشاهدة في الأوبرا فليقع اختياركم على رقميي ٣٦ و ٣٧ في الجاليري في منتصف الصف الثاني.


Back to top of page | Back home

LIS INFORMATION SYSTEMS GMBH.
COPYRIGHT © 2024

logo دليل صوتي LiS